بقلم سيدمحمد الياسري
قد اثارت في بعض الدول حادثة – واظنها الاردن- ان مواطن اشتكى على معلمٍ ابرح التلميذ ضربا لانه لم يحفظ درسه أو زاغ عن التربية ، اولم يؤدِ واجبه واشتكى ولي امر التلميذ ، في المحكمة ، واتى موعد الجلسة ، الا ان الجميع تعجبوا وصدموا ان القاضي نزل من كرسيه الى المتهم وانحنى امامه واخذ يده ليقبلها ، ليعلن ان يده هذه هي التي علمته وجعلته قاضيا ، اذ كان القاضي تلميذا عند هذا المعلم وشكره على ضربه في تقصير واجبه، قد تكون فريدة لان المجتمع العربي متساو في التعليم والتقاليد وحكامه الذين يجيرون التعليم لهم وليس للعلم… والعراق الآن هو الطامة الكبرى بالتعليم…
فقد أعتاد القادة في العراق يُخطِئون ويكرمون على خطأهم ، منذ القدم ، بالطبع توجد قادة قد صدر بهم العقاب ، ولاحهم الحساب ، لكنهم قد مدوا ايدهم للسلطان ولملكه ، ان كان هذا السلطان واليا او رئيس وزراء او رئيسا او ملكا، فعقوبتهم بسبب تعديهم على سلطة الحاكم ،ومن خيبة القلم ترك لنا التاريخ في خطوطه وسطوره على الرغم من زيفه وتحريفه من اجل السلطان وتزوق وتبريق شخصيته، ترك لنا سلال من القصص ، مملوءة بالحنظل ، لا يتجرعها الا المواطن ، بحسرة والم ووجع ، كما تجرعت مديرة مدرسة(( رقية)) في محافظة ذي قار ضربا مبرحا من قبل ، مدير مكافحة المتفجرات في المحافظة ، وقيل عن السبب الذي سيحرفه السلطان فيما بعد ، وتكون المديرة السبب وهي المجرمة ، ان مدير مكافحة المتفجرات ، طلب منها فصل تلميذة قد تشاجرت مع ابنته ، والمديرة رفضت ذلك مما جعل مدير مكافحة المتفجرات ان يبرحها ضربا ، وقد اتصل وزير التربية د.محمد اقبال كما اعلنت شبكات التواصل والمواقع التابعة له بوزير الداخلية وصدقت الناس ذلك ، مستبشرة ان هناك وزيرا يدافع عن دائرة حكمه ومسؤلياته ، ونسوا ان العراق ليس فيه وزير داخلية ولا دفاع منذ عشر سنوات وان الغبان والعبيدي ( وزيري الداخلية والدفاع) بقيا سنة واحدة في منصبهما فقط ، لان القادة اتهموهم بالتقصير وكأنهم صورتهم الفاسدة ، وان الساسة في البرلمان صوتوا على اقالتهم ، لكونهم لم يقتنعوا بالاجوبة التي تدين رئيس البرلمان وروئساء بعض الكتل واعضاء من البرلمان ،هنا على المواطن ان يدرك ان عقوبة مدير مكافحة المتفجرات لاشيء ، كما ان القادة ، ماشاء الله، فهم يطبقون القانون العشائري حين يخطأون اوحين تدركهم العيون وتفضحهم ، عندما يُخطِئون ، فسوف تبدأ ضغوط العشائر على المرأة (المديرة) وعلى اهلها وتبدأ الكلمة الدارجة العامية في العراق (( فشلة )) وترجمتها (( عيب ، حياء ، خجل )) اي تقابل هذه الكلمات ، وتصبح هناك (( سنينة )) كما فعل بها رئيس الوزراء العبادي ، وعمل بها ابوكلل (( عضو في البرلمان / من المجلس الاعلى)) وعملت بها حنان الفتلاوي (( عضو بالبرلمان ، كتلة القانون ، حزب الدعوة )) والقائمة طويلة ، ممن يلتفون على القانون وهم بالاصل يرعونه، ويتركون الدولة ويذهبون الى قانون العشائر ( الكوامة ) و( السنينة) ، ويصرخون نحن ( دولة القانون) ثم ان الدولة (( الرئاسات الثلاث)) لا يعتبرون هذا تعدي ولا جريمة، حسب معطيات الاحداث والاعمال التي قد فعلوها ، والارهاصات السياسية التي افتعلوها ، والجرائم التي اغترفوها ، الا ماسوف يطلقونه اعلاميا ، لانهم سيشجبون ويهدودون لكن بالحقيقة لا يحدث اي شيء لقائدهم الميمون ، لان المعطيات التاريخية القريبة من ذاكرة الالم والوجع ، ان قائد قاعدة سبايكر ، قد كرموه واخرجوه من مقتل(استشهاد) ٤٠٠٠ طالب يتدربون على صنوف عسكرية شتى وان كانت الجوية الهدف الرسمي فقد سلموا لداعش واعدموا من دون رحمة ، وقد كرم عبود قنبر والوليد والغريري ووو القائمة طويلة على سقوط الموصل والانبار وديالى وصلاح الدين وداعش وصل الى ابواب واسوار بغداد ، لولا هبة الشعب وصلابته ، وقد كرموا القادة على هذا العمل الذي خسر العراق امولا طائلة في السلاح بعد ان اعطوا اوامرهم للجيش بترك سلاحه وقد ذبح الجيش وان قاعدة سبايكر صابها الشهرة لان القادة ارادوا ان يغطوا على مذابح الجيش التي في المحافظات الاربع ، وأغراق معنويات الجيش بالهزيمة وتجريدة من سلاحه ، من ثم قتله وبيع سلاحه كله من ثقيل وخفيف، على داعش او منظمات حزبية اخرى ، كما نزح ملايين الناس من المحافظات وهجروا قسرا، وهدم منازلهم ، وسرقة اموالهم، غير النساء التي اصبحت جواري وقد تم بيع المرأة في هذا الزمن في العراق وهي جريمة اكبر من جريمة مديرمكافحة المتفجرات، يندي لها جبين الانسانية ، فكان تكريم القادة بالراتب التقاعدي وبجائزة تقاعدية والان ينعمون باسرهم مع الاموال التي حصلوا عليها من رشوة ، علاوة على راتب تقاعدي بملايين الدنانير… وهكذا هي السلسلة تبدأ من رئيس الوزراء نوري المالكي ،الذي ضيع العراق، وشتت ابناءه،فأنه يستلم راتب ٦٣مليون ومخصصات ونثرية تصل ٣٠٠مليون ، ومتراكمة تصل ٣ مليارات او اكثر تكريما له لجعل القادة يقتلون خيرة الشباب وتكريما له لانه وزير الدفاع بالوكالة والداخلية بالوكالة وقدضيع ثلث العراق وبيعت المرأة العراقية بعهدة بالاسواق كسلعة يتدوالها الفسقة والمتأسلمون(داعش) بمذهب الفسق والفجور ، فلا غرو ان تضرب مديرة مدرسة ، في عهد خليفته حيدر العبادي ، من نفس الحزب والقائمة والتفكير والمنهج ، ولا غرو ان يكرم مدير مكافحة المتفجرات على عمله البطولي ، وتدان مديرة المدرسة لان لا قيمة للتعليم في العراق…
هذه التصرفات لا تنتهي مادامت هناك تدخلات من قبل الدولة لحماية قادتها ، والتفات على القانون بالقانون العشائري (( السنينة)) و(( الكوامة)) وما الى ذلك من كلام لايرقي بالبلد ولايحلها محل الدول المتطورة…